
إعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الرابع من كانون الأول عام ١٩٨٩ بالقرار رقم ٣٤/٤٤ الإتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد واستخدام وتدريب المرتزقة، ووردت في هذه الاتفاقية تعريف المرتزق، في المادة الأولى على النحو التالي :
١- المرتزق هو كل شخص :
أ- يجند خصيصاً محلياً أو في الخارج للقتال في نزاع مسلح
ب- أن يكون دافعه الأساسي هو الرغبة في تحقيق مغنم شخصي سواءً كان مكافأة مادية أو وعد بمكافأة.
ج – لا يكون من رعايا طرف في النزاع ولا مقيماً في اقليم خاضع لسيطرة طرفٍ في النزاع.
د- ليس من أفراد القوات المسلحة لطرفٍ في النزاع.
ه- لم توفده دولة ليست طرفاً في النزاع في مهمة رسمية.
لنسقط هذا التعريف والبنود السابقة على الحالة السورية وبشكلٍ خاص على تلك الفصائل التي تسمي نفسها بالجيش الوطني السوري لأنها الجهة الوحيدة التي يمكن أن تنطبق عليهم بنود التعريف السابق، ناهيك عن الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها في مناطق سيطرتها، هل ينطبق عليهم تعريف المرتزقة وفق المادة السابقة ذكرها؟
هؤلاء قاتلوا في دول ومناطق مثل ( ليبيا – أذربيجان – تركيا ضد حزب العمال الكوردستاني ) لا شأن لهم بها هم ليسوا من مواطني تلك الدول و لا هم طرفاً مباشراً في الصراع ولم تندبهم أية مؤسسة عسكرية تابعة لأية دولة في مهمة رسمية، و إنما قاتلوا لقاء أجرٍ معلوم يتقاضونها بالعملة الصعبة من تركيا ولخدمة أجنداتها.
حتى قتالهم ضد قسد أثناء الهجوم على كوباني، كانوا يخوضون الحرب بصفتهم مرتزقة لأنه لا هدف لهم من القتال سوى لتحقيق أجندات السياسة التركية مقابل أموال، سلاح، عتاد و ذخيرة، علاوة على ذلك بإيعاز من تركيا كانوا يضعون العلم التركي على صدورهم يرفعونها على مقراتهم.
لذا يمكننا اعتبارهم المثال الحي للتعبير عن حالة المرتزقة.
10 / 3 / 2025
المحامي محمود دالي




