انتهاكات حقوقية بحق أهالي قرية عبودان في ناحية بلبل – ريف عفرين 
Logo Kurdish lawyers union
آخرون يقرأون الآن

بناءً على المعلومات الواردة إلينا من مصادر خاصة في منطقة عفرين، تم توثيق وقوع انتهاكات جسيمة بحق عدد من الأشخاص على يد عناصر تابعة لما يسمى “فصيل “جيش النخبة”. 

تفاصيل الحادثة: 

بحسب المعلومات الأولية الواردة من المنطقة، شهدت قرية عبودان بتاريخ 11 مارس 2025 تصعيداً في أعمال العنف والتنكيل التي تمارسها عناصر “جيش النخبة” ضد أهالي القرية الكورد هناك . 

بدأت الحادثة عندما كان مجموعة من الأطفال يلعبون كرة القدم داخل مدرسة عبودان، حيث تطايرت الكرة إلى أحد المنازل المجاورة للمدرسة. وعند ابداء سكان المنزل انزعاجهم من تكرار ذلك، قام بعض الأطفال برشق أبواب المنزل بالحجارة، مما أدى إلى تصاعد الموقف. 

بعد ذلك، تدخلت عناصر مسلحة تابعة للفصيل المذكور في الحادث، حيث قاموا باقتحام المنزل بالقوة، وتكسير أحد الأبواب والنوافذ، واعتقال صاحب المنزل، المدعو محمود سيدو، وابنه أصلان، بعد تعرضهما للضرب المبرح. تلاه نقل المعتقلان قسراً إلى مقر الفصيل في القرية، وسط عبارات تهديد ووعيد لأفراد العائلة في حال تدخل أي شخص للدفاع عنهما. 

وأكد المصدر، تعرض أصلان للضرب والتعذيب داخل المقر أيضاً. 

في وقت لاحق، وصلت دورية من عفرين إلى موقع الحادث، وأسفرت الوساطات عن الإفراج عن المعتقلين، إلا أن التوتر في القرية لا يزال مستمراً. 

تصاعد الانتهاكات والممارسات الجرمية: 

١- الاعتداء الجسدي والاعتقال التعسفي: 

– تعرض السيد محمود سيدو وابنه أصلان للاعتداء الجسدي العنيف على يد عناصر الفصيل، دون أي مبرر قانوني. 

٢- الترهيب وبث الرعب بين السكان: 

– تقوم عناصر مسلحة، من أمثال المدعو محمود الرحال والمدعو سمير الرحال، بالتجوال داخل القرية على متن دراجات نارية، حيث يمارسون أعمال ترهيب ممنهجة بحق الأهالي. 

– رشق منازل السكان الكورد بالحجارة. 

– إطلاق النار في الهواء لترهيب المدنيين. 

– توجيه الشتائم والإهانات العنصرية، مع تهديد الأهالي بطردهم من قراهم. 

٣- في قرية حفتار، القريبة من قرية عبودان، يشير أحد الشهود من السكان الكورد الأصليين إلى أن النزعة العنصرية ضد الكورد أصبحت سلوكاً يومياً، حيث قال: 

“إذا تشاجر ديكنا مع ديكهم، يقولون: الديك الكوردي ضرب ديكنا!” 

ويعكس هذا التصريح مدى تغلغل الكراهية في الخطاب الموجه ضد الكورد، كما أضاف القول بأن الأطفال، الذين باتوا يرددون عبارات نابية ضد الأهالي، تعكس حجم التحريض الممنهج ضدهم. 

٤- كذلك تم تسجيل حادثتين منفصلتين خلال يوم 10 مارس 2025، تعكسان حالة الفوضى الأمنية التي تعاني منها المنطقة. 

١- الاعتداء بالسكاكين على الشاب نضال صبري شندي، وهو من سكان قرية دميليا ويعمل في عبّارة الزهور في راجو، لاعتداء وحشي بالسكاكين من قبل ثلاثة أشخاص، أثناء فترة الإفطار. 

وقد أسفر الهجوم عن إصابات خطيرة، استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، في حين لم تتوفر حتى الآن أي معلومات حول هوية الجناة أو الدوافع وراء الاعتداء. 

٢- وفي حادثة أخرى، وقعت في قرية ميدانكي، تعرض السائق محمود محمد عبدالرحمن لعملية نشل وسرقة في وضح النهار، تحديداً في الساعة 11 ظهراً. 

حيث قام مجهولون بسرقة 900 دولار أمريكي منه، إلى جانب أوراق سيارته وهويته الشخصية، بالإضافة إلى سرقة سيارته من نوع CM، سوداء اللون. 

وبسبب انتشار الخوف وانعدام الأمن، يتردد الأهالي في تقديم الشكاوى، خوفاً من الانتقام أو تجاهل الجهات الأمنية لقضاياهم. 

الحصيلة الأولية: 

– إصابة ثلاثة أشخاص من أهالي القرى نتيجة الاعتداءات الجسدية وأعمال العنف. 

– حالة من الرعب والحصار يعيشها سكان قرية عبودان، حيث يضطرون إلى حبس أنفسهم داخل منازلهم خوفاً من تكرار الاعتداءات. 

– استمرار التهديدات والمضايقات، مع مخاوف من تصاعد هذه الانتهاكات في ظل غياب أي تدخل لوقفها. 

– مناشدات عاجلة من الأهالي للجهات المعنية للتدخل الفوري، ووضع حد لهذه الانتهاكات، والقبض على المسؤولين عن هذه الأفعال الإجرامية. 

– يعرب أهالي ناحية بلبل عن استيائهم المتزايد من الممارسات والانتهاكات التي يرتكبها فصيل “جيش النخبة” في المنطقة، مطالبين الأمن العام باتخاذ إجراءات فورية لإخراج عناصر الفصيل ووضع حد للتجاوزات التي تهدد أمن واستقرار المدنيين. 

الانتهاكات الحقوقية المرتكبة: 

تمثل هذه الأفعال انتهاكات جسيمة، وتشمل: 

– الحق في السلامة الجسدية (الاعتداء على محمود سيدو وابنه أصلان). 

– الحق في الحرية والأمان الشخصي (الاعتقال التعسفي دون أي مسوغ قانوني). 

– الحق في الحماية من التمييز العنصري (الإهانات والتهديدات بطرد الكورد من قراهم). 

التوصيات والمطالب: 

١- فتح تحقيق عاجل ومستقل في هذه الانتهاكات، مع توثيق شهادات الضحايا والشهود، وتقديم الجناة إلى العدالة. 

٢- الضغط على الجهات المسيطرة في عفرين لضمان وقف هذه الممارسات وإنهاء سياسة الترهيب والتضييق بحق السكان الكورد. 

٣- إدانة هذه الجرائم من قبل المنظمات الحقوقية والإعلامية، وتسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة في المنطقة. 

إن استمرار هذه الممارسات في منطقة عفرين يعكس نمطاً ممنهجاً من البطش والتنكيل بحق الأهالي الكورد، ويستدعي تدخلاً عاجلاً لوقف هذه الجرائم قبل تفاقم الأوضاع أكثر. 

يهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على هذه الممارسات، التي تُعد انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، وتوثيقها بشكل مهني لعرضها أمام الجهات المعنية ومطالبتها باتخاذ الإجراءات اللازمة. 

#اتحاد_المحامين_الكورد 

#لجنة_الرصد_والتوثيق_والأرشفة 

‏Monitoring, Documentation and Archiving Committee‎ 

ألمانيا، 12 آذار/مارس 2025 

للتواصل: 

0046725556665 

‏mdac@kurdishlawyers.org